حوار " ساخن " بين الورقة والقلم ..
حوار ساخن الورقه والقلم
مـا إن رأت الـورقـه الـبـيـضـاء بـعـيـنـيـهـا الـصـغـيـرتـيـن الـقـلـم الأزرق يـقـتـرب مـنـهـا .
حـتـى بـدأت تـرتـجـف وكـأن زمـهـريـر شـتـاء قـارس تـمـكـن مـن أوصـالـهـا
أسـتـغـرب الـقـلـم لأضـطـراب الـورقـه غيـر الـطـبــيـعـي .. ووقـف مـتـسـمـرًا فـي مـكـانـه يـراقـب الأمـر ..
وبـعـد صـمـت طـويـل أسـتـطـاع الـقـلـم الـمـبـهـور أن يـسـمع صـوت الورقـه الـغـريـب .. من دون أن تـفـتـح فـمـهـا
قـائـلـه : أخـشى أن أفـقـد قـيـمـتـي عـنـدمـا تبـدأ تـبـذر بـذورك في تـربـتي .. .
إنـني أكـره البـذور الـفـاسـده ..
أيـهـا الصـديق لـحيـرتـي
إن الأطـنـان من شـقيـقـاتـي تذرف الدمـوع يـومـيـًا ..
لأن جيـوش ترددك تـعـبـث بـهـا .. وتـعـكـر بـيـاضـهـا.. ونـقـاءهـا وتـحـمـلـها إلى الـحـفـظ أوالـرمـي إلى سـله لاقيـمه
لها ..
ابـتـعـد مـنـي أيـهـا الـقـلـم
إذا لـم تـكـن تـنـوي أن تـخـط بـيـاضـي ... وتنزف، رأيي الـحـر ..
ابـتـعـد مـنـي أيـهـا الـقـلـمـ
إذا لم ترد تـخـطـ على صـفـحـاتـي الـحـكـمـه الـنـصـوح .. والـكـلـمـهـ الـصـادقه
ابـتـعـد مـنـي أيـهـا الـقـلـم
فـلـقـد أصـبـحـت لاأجـيـد أحـتـضـانـك ..
ابـتـسـم الـقـلـم الـحـائـر ابـتـسامـه صـفـراء .. وذرفــت عـيـنـاه نـقـطـتـي مـداد عـلى الطـاولـه ..
وقــال : لا تـظـلـمـيـني ياصديقتي التـي أسـنـد حـبري بـها ..
نـحـن في حـالٍ سـواسـيـه في الإخـلاص والأمـانه والوفـاء والـطهـر والنـقـاء ..
احـتـضنـيـني لـسـاعـات لـن أسـطـر كلـمـه نـفـاق واحـده أو رسـمـًا جـارحـًا .. أو ألمـًا نـازفـًا ..
كـلـمات الـقـلـم الدافـئـه // أراحـت نـفـس ورقـتـي
فـسـارعـت إلى أن أحتـضن قلمـي بلهفـه لأقول له :
إن أهـمـيـتـنـا نحـن الأوراق .. والأقـلام .. تـفـوق الـوصـف إذ عليـنـا مسـئولـيه كبـيـره مـحمـله عـلى أعنـاقـنـا .
قـاطـعـني الـقـلـم :: قـائـلاً :: إنـنـا صديـقـان قـديـمـان للإنـسـان يـلـجـأ إلـيـنـا عـنـدمـا يـنـسـى مـواعـيدهـ وذكـريـاتـه
نـهدي أعـصـابه ويـحـمـلـنـا في جـيوبـه .. يـحـتـفظ ببـعـضنـنا في صـنـاديقه المـحـكمـه الإغـلاق لم نخـدعه يومـًا ..
لمـاذا يـستـهتر بنـا ؟؟
لـماذا يـهـدر الأطـنـان اللامعـه مـنـا يـومـيـًا بلا فـائـده ؟؟
تـحركـت ورقـتي نـحـو نـقـطتـي الـمـداد قـائـله : كم أود أن تـسطر مـثـل هـذا الكـلام على بـيـاضي الـنـاصـع .. لأبـقى
محتفظه به ماحـييـت ..
فوعدهـا قـلمـي .. بـأن يفـعـل ذلـك إن أسـتـطاع ..
فـرغبة رفـيقـة عمـره غاليـه عـلـيه .. ولا معـنـى لـوجـوده مـن دونـها ..
لكـنـهمـا متفـقـان على أن الأمـر بأيدينـا نحن بأيدي ذلـك الإنسـان ومـرتـبـط به وحـده ..
ثم تعــانــقــا وبــكـى القـلـم طويــلاً حـتـى غـمـر الورقـه بدمـوعـه قائلاً :
ومـا من كـاتبٍ إلا سـيـفـنـى .
ويبـقـى الـدهـر مـاكـتـبـت يـداه
فـلا تـكتب بـخـطـك غـيـر شـيءٍ
يـسـرك يوم القـيـامـه إن تـراه
حوار ساخن الورقه والقلم
فاصله
أمـنـح لقـلمـك الثـقـه دومـا .. وأنـزف بـحبـر صادق عـبـارات نزفـت من جوفـك
أجـعل بيـاض صـفحتـك تـظـهر صـدق داخلـك ..
لاتجـادل بمـا لا تـفـهـم .. ولاتـحاور من هـو أقـل منـك
أجـعل من قلمـك سحـراً لامـعًا أضاء شـذاه بحـب للجميـع ..
لاتـجعـل سـن قــلمـك طاعـنـًا بـشـعور الانتـقام ..
أجعل من حرفك أمانه بين سطورنا ..
تـفـنـن في نـزف قـلـمـك .. وعـبـر بـإبـداع