أكدت مصادر طبية مقربة جداً من الرئيس السابق مبارك أنه سيقضي فترة الحبس الاحتياطي داخل غرفته بمستشفي شرم الشيخ الدولي بسبب تدهور حالته الصحية الجسمانية والنفسية.. وأشارت المصادر إلي أن نقله قد يؤدي إلي مضاعفات كبيرة تقضي علي حياته.. وأوضحت أن الحالة الصحية لمبارك خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية غير مستقرة، لامتناعه عن تناول الطعام والمياه، مما يؤدي إلي مضاعفات في الكلي تتسبب في مشاكل في وظائفها لعدم تناوله المياه والعصائر.
وأوضحت المصادر أن الحالة النفسية المعقدة وحالة الاكتئاب المستمرة أصابت »مبارك« بفقدان الإحساس بكل شيء، ومنه الطعام، ولا يدخل جسمه سوي المحلول الذي يظل معلقاً في ذراعه بصفة مستمرة.. وأشارت المصادر إلي أن وزن »مبارك« الجسماني انخفض كثيراً عما كان عليه من قبل، لكنه يظل يبكي بصفة مستمرة طوال الوقت، ويسأل بصفة دائمة عن أخبار نجليه »علاء وجمال«.
وأفادت المصادر أن حالة »مبارك« الصحية جعلته يدخل في حالة انهيار كامل بسبب رفضه تناول الأدوية والطعام، وحاول الأطباء المرافقون مساعدته في الخروج من حالته النفسية والصحية، بالتجول داخل الغرفة والجلوس علي الانتريه، إلا أنه رفض الاستجابة لهم ووجدوا صعوبة في إعطائه جرعة الأدوية المقررة، وفي بعض الأحيان يفشلون في إعطائه إياها.
وأشاروا إلي أنه يرفض تناول الأدوية والطعام بسبب شدة الاكتئاب والحالة النفسية الصعبة التي يمر بها مما جعله ييأس من تناول الأدوية.
وأشارت المصادر إلي أنه إذا استمرت حالة مبارك بهذه الأوضاع فإنها تشكل خطورة كبيرة جداً علي حياته، وأنه بسبب الشيخوخة قد تتوقف بعض الأجهزة في الجسم بشكل كبير، خاصة حالته النفسية التي تؤثر علي رغبته في الشفاء.
وكشفت بعض المصادر الطبية أن التقرير الطبي الذي أقرته اللجنة الطبية المشكلة من النائب العام أشار إلي أن حالة »مبارك« الصحية غير مستقرة، ويمكن أن تنهار في أي وقت، وهو ما يجعل عملية نقله صعبة.
وصرح الدكتور محمد فتح الله مدير مستشفي شرم الشيخ الدولي لـ »الوفد« بأن الحالة الصحية لمبارك شبه مستقرة، وأن حالة الاكتئاب التي يعاني منها لها تأثير علي جميع الوظائف بالجسم، وأن امتناعه عن تناول الطعام والشراب لفترات قد يؤدي إلي خلل في وظائف الكلي.. وأشار إلي أن وزارة الصحة أرسلت طبيباً نفسياً للكشف عن الحالة النفسية لـ »مبارك« لكنه رفض دخوله، وقامت زوجته »سوزان« بطرد الطبيب، وأكدت أن الحالة الصحية والنفسية للرئيس السابق سليمة.
وأشار »فتح الله« إلي أن الزيارة ممنوعة عنه بأمر زوجته والأمن الموجود داخل وخارج غرفته.. وأشار إلي أن هناك زيادة في نسبة الكرياتينين في الدم نتيجة عدم تناوله المياه وأن الكلي سوف تعالج بالمحاليل.
وأضاف أن طبيبة قلب قامت بالكشف علي »مبارك« وكتبت تقريراً عن الحالة أكد أن القلب يعمل بصورة شبه جيدة، وأنه أصيب عدة مرات بانخفاض في ضربات القلب ولابد من ملاحظته مرتين يومياً.
وأكدت المصادر أن »محمود الجمال« وزوجته وابنته »خديجة« قاموا بزيارة »مبارك« وجلسوا معه لمدة 25 دقيقة، وحاول الرئيس السابق أن يطمئن منه علي نجليه »علاء« و»جمال« في محبسهما بسجن طرة، وكيفية التعامل معهما في السجن وما وصلت إليه التحقيقات معهما، وبعد مغادرتهما دخل »مبارك« في حالة بكاء واكتئاب شديدين.
واستدعت سوزان مبارك حفيدها »عمر« الذي تربطه علاقة قوية بالرئيس السابق لكي يخرجه من حالته النفسية ويتناولا الطعام معاً، إلا أن المحاولة باءت بالفشل، وظل »مبارك« علي حالته النفسية الصعبة.
في الوقت نفسه ظهرت علامات العصبية الشديدة والانفعال المستمر علي »سوزان« وصلت إلي درجة تعنيف »خديجة« و»هايدي« زوجتي »علاء« و»جمال« وأصبحت زيارتهما لها تأخذ وقتاً طويلاً بسبب سوء معاملة »سوزان« لهما.
وامتد تعنيف »سوزان« إلي أي شخص يدخل علي »مبارك«، بما يشمل الأطباء المرافقين والحرس الشخصي لهما.
وأكدت المصادر أن »سوزان« فرضت حظر تجوال علي الدخول إلي غرفة »مبارك« وأصبحت تمنع عنه الزيارات بحجة أنه نائم طوال الوقت.
المصدر الوفد