~`` وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا ~ * ``
وما مِنْ كاتـبٍ إلاَّ سَيَفنَـى ويُبقِى الدَّهـرُ
ما كَتَبَتْ يــداهُ فلا تكتُب بِكَفِّـكَ
غيرَ شىءٍ يسُرُّك يـومَ القيـامةِ أن تــراهُ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يقول الله عز وجل في سورة الكهف
(وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا (23)
إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ (24))
هذه الآية فيها أدب رباني عظيم
وهو أن لا يقول الإنسان لشيء مستقبل
أني سأفعله إلا ويربطه بالمشيئة فتقول سأفعل
ذلك غداً إن شاء الله (إِلَّا أَن يَشَاء اللَّهُ).
قال الله عز وجل (وَاذْكُر رَّبَّك َإِذَا نَسِيتَ)
لو أنك نسيت أن تذكر هذه المشيئة
في كلامك فإن عليك إذا تذكرت
أن تقول إن شاء الله.
وهذا الأدب يغفل عنه كثير من المسلمين
فيقول الرجل مثلاً لصاحبه
سآتيك غداً
أو
سأُفطِر عندك في الصباح
أو سأذهب الليلة إلى مكان كذا
دون أن يقول إن شاء الله
وهذا لا شك أن فيه نقصاً في مقام التوحيد
لأنه لم يعلق الأمر بمشيئة الله سبحانه وتعالى.
ولو علّق الأمر
:بمشيئة الله لحصل له عدة أمور
الأمر الأول:
أنه تبرّك بذِكْر اسم الله
والأمر الثاني
أن ذلك سيكون سبباً في وصوله لمقصوده
وتحقيقه مراده وهذا أمر في غاية الأهمية.
وقد ثبت أن سليمان قال مرة
لأطوفنّ الليلة على مائة امرأة
تأتي كل واحدة منهن بغلام
ولم يقل إن شاء الله
فطاف عليهن فلم تنجب منهن إلا واحدة
جاءت بنصف غلام
(وقال صلى الله عليه وسلم
ولو قال إن شاء الله لكان دَرَكاً لحاجته
(يعني لأدرك حاجته التي قررها
.
ومن فوائد إن شاء الله أن الإنسان
إذا قالها في يمين أو قسم فإن تلك اليمين
لا يلزم كفارة بسبب بركة هذه الكلمة
وهي كلمة إن شاء الله.
أسأل الله لي ولكم التوفيق
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته