لستُ أنسـاكِ يـا رفيقـةَ رُوحـي لستُ أنسى من ضَمَّدَتْ لي جروحـي
و سَمَت بي فـوقَ الذر ، فلمسنـا
نجمةَ الليـلِ فـي الفضـاءِ الفسيـحِ
أنتِ أغلى- لو تعلمينَ - على نفسي..
و أحلـى مـن الصبـاحِ الصبـوحِ
صوتُكِ العذبُ لحـنُ صبـحٍ نـديٍّ
يتهادى مثـلَ الكنـاري الصَّـدُوحِ
ما البيانـو ، و مـا الكَمَنجـةُ إمّـا
أُطلِقَ الشَّدوُ مـن لسـانٍ فصيـحِ ؟
إِسقنيـهِ مُدامـةً مـن شـفـاهِ ال..
ياسمينِ الذي نمـا فـي صُرُوحـي
فإذا ما غُيِّبْتُ عـن هـذه الدنْيـا..
فنامـي فـي خافقـي و استريحـي
و اقطفي ما شاءت يمينُـكِ مـن أزْ
هارِ قلبي ، و من حدائـقِ روحـي
غيِّبيـنـي بنـظـرةٍ و اسلبيـنـي
كلَّ مُلكِي ، و عرشَ قلبي استبيحـي
و أْسريني ، فإنمـا الأسـرُ يحلـو
مِـن غَـزالٍ حُلـوِ الـرُّواءِ مليـحِ
كيف أنسى ، و قد مَنَحتِ وجـودي
لذَّةَ العيـشِ و استثـرتِ طموحـي
و جَـوَادي لمَّـا كبـا ذاتَ يــومٍ
كنتِ عَونـاً لـذا الجـوادِ الجمـوحِ
و فـؤادي لمَّـا تَهَـالَـكَ نَـزْفـاً
كنـتِ طِبّـاً لـذا الفـؤادِ الجريـحِ
كُنتِ نهراً في مَهمَهِ العمـر يُطفـي
نارَ وُديانـي و اْحتـراقَ سُفوحـي
أي وَصفٍ سيعجزُ الوصـفُ عنـهُ
أي مـدحٍ و أنـتِ فـوقَ المـديـحِ
يا ربيعي ، إن تعتبي فَلَكِ العُتْبـى..
فهل يُرضيكِ جَنانـي و رُوحـي ؟
كِلْمَـةُ الحـبِّ لـو تَضِنِّيـنَ مُـزنٌ
في لُمَى الوَردِ ، ماطـرٌ إن تبوحـي
فانطقيهـا و شَنِّفـي السَّمْـعَ منها
و أعيـدي بهـا حـيـاةَ الذبـيـحِ
غارقٌ في بحـرِ العيـونِ شراعـي
فاتركيـهِ ، لا تأبهـي بجنـوحـي
رحلةُ العُمـرِ مـن عُيونِـكِ تَبْـدا
قد مشيناها فـي المَسـارِ الصَّحيـحِ
زادُ أسفـاري فـي طريقـيَ قلـبٌ
مِلؤهُ الشوقُ فـي الزمـانِ الشَّحيـحِ
فاقبليـهِ مهـراً لطهـركِ ، عطـراً
و املأي الدُّنيا من شَذاهُ ، و فُوحـي